حسن عبد الحميد يكتب: مواهب مدفونة

فى القرن الماضى كانت مصر تموج بمواهب فى شتى المناحى، ففى الأدب ظهر الدكتور هيكل باشا معلنا عن ميلاد أول قصة مصرية " زينب " ثم تبعه محمود وأحمد تيمور .. والمويلحى .. والعقاد والمازنى .والرافعى وطه حسين ولطفى السيد ونجيب محفوظ وعبد الحليم عبد الله وغيرهم .

وفى الصحافة .. على يوسف ومصطفى كامل .. والتابعى .. ومصطفى وعلى أمين .. وحسنين هيكل و الحمامصى وموسى صبرى ومصطفى شردى وإحسان عبد القدوس وأحمد بهجت وأحمد رجب وغيرهم .

وفى الشعر .. أحمد شوقى وحافظ إبراهيم وإبراهيم ناجى وكامل الشناوى ومامون الشناوى وغيرهم .

العجيب أن تلك القامات جميعها تلقت مواهب مدفونة وقدمتها للمجتمع بلا تحيز ولا أنانية بلا مقابل . من تلك المواهب التى طفت على سطح حياتنا الشاعر " سيد مرسى " أو سيد المكوجى .. والذى اكتشفه وقدمه هو الشاعر مأمون الشناوى ..

والقصة : أنه فى احد الأيام وجد ورقه فى جيب الجاكت مكتوب فيها رسالة غرامية تقول: عالحلوة والمرة مش كنا متعاهدين ليه تنسى بالمرة عشرة بقالها سنين ..

فسأل الخادمة عمن وضع هذه الورقة فى جيبه .. فاعترفت بأنها تحب المكوجى وكان يرسل لها الرسائل فى جيوب البدل .. فاستدعى المكوجى وسأله من كتب هذه الكلمات فقال له أنا وعندى الكثير مما كتبته .. فاستدعى صديقه محمود الشريف الذى قام بتلحين الكلمات للمطرب عبد الغنى السيد وصارت من أجمل الأغانى .

وتبنى المكوجى حتى صار من أشهر كتاب الأغانى .. غنت له ورده ونجاة وعبد الحليم ومحرم فؤاد وغيرهم ..إنه الشاعر سيد مرسى .

فى الماضى القريب لم تكن لدى هؤلاء العباقرة غضاضة أن يقدموا للمجتمع نماذج موهوبة ولو طغت على موهبتهم شخصيا .. اليوم لو وجدت موهبة لا تجد من يظهرها أو يقدمها للناس .. بل يتم استغلالها ثم دفنها .